جاري تحميل ... جريدة المدينة الجديدة

إعلان الرئيسية

آخر الأخبار

إعلان في أعلي التدوينة

في إطار سلسلة كتب مختلفة التي تصدرها العربي للنشر والتوزيع وتهدف لنشر وترجمة مختلف الكتب من كافة دول العالم، متجاوزة الـ 200 كتاب حاليًا، تصدر العربي للنشر والتوزيع الترجمة العربية لثلاث روايات جديدة بعيون طفل وهم رواية "ندبات" للكاتبة الفرنسية ذي أصول مالية "دالي ميشا توريه"، ورواية "آزوري" للكاتب الجنوب أفريقي الراحل "ك. سيلو دويكر"، وبذلك تضيف العربي لسلسلتها من الأدب الأفريقي، وكذلك تنشر رواية "أحلام سعيدة يا صغيري" للكاتب الإيطالي ماسيمو جارميلليني وترجمة مينا شحاتة. وجدير بالذكر أن ما يجمع هذه الروايات أن كل منها يبرز لنا العالم من وجهة نظر طفل. وقد سبق للعربي للنشر والتوزيع أن نشرت من هذا المنطلق رواية "تاتي" لكريستين دوير هيكي و"صيف بارد جدًا" لروي ياكوبسن واللتين تحملان المنظور نفسه ولاقت إعجاب القراء بشدة. ومن المقرر أن يكون الانطلاق الأول لهذه الروايات في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2020.

تدور رواية "ندبات" على لسان طفلة من أصول أفريقية صغيرة تحكي لنا قصتها مع عائلتها المكونة من ثلاثة وعشرين فردًا ويعيشون في إحدى ضواحي باريس في 144 صفحة. في هذه الرواية تجسيد لمشاعر الطفلة ولكل ما تمر به وهي تحكي علاقتها مع أخواتها والمقربين منها، علاقتها مع أمها وزوجات أبيها الثلاثة الأخريات، وعلاقتها مع زملائها في المدرسة وأصدقائها، وخصوصًا علاقتها مع أبيها الذي كان له الأثر الأكبر في "ندباتها" النفسية. ففي كل التفاصيل التي تكتبها لنا، نشعر بالندبة تلو الأخرى التي لا يمحوها الدهر بسهولة من إثر معاناتها مع كل مَن حولها. هذه التفاصيل المشتتة الأشبه بشظايا تحاول أن تحكيها لتخفف من ندباتها، فهل تستطيع أن تداويها في النهاية؟ جدير بالذكر أن نهاية الرواية لم تلقَ إعجاب الأوساط الفرنسية لأنها لا تناسب التفكير الغربي هناك وخصوصًا مع طريقة تعامل الطفلة مع أبيها. ولكن هل تتفق هذه النهاية مع مجتمعنا العربي؟


ولدت ونشأت "دالي ميشا توريه" في بلدية "أولنيه سو بوا" الفرنسية في عام 1994، وهي من مجموعة "السننكي" العرقية في مالي. درست الأدب واللغة البرتغالية والعربية لفترة وجيزة. أحبت اللغة العربية لأنها لغة دينها الإسلام وفقًا لها، فأسست منظمة غير ربحية لتدريسها. واستأنفت مؤخرًا دراستها لتصبح طبيبة نفسية. شجعتها معلمتها الفرنسية على الكتابة في سن الرابعة عشرة، وفي مارس 2010، نشرت "دالي" بنفسها أول مجموعة قصصية لها في عمر الخامسة عشرة تقريبًا بعنوان "أسرار" لأنها لم تجد دار نشر تنشر لها. كما نشرت في عام 2011 "شجن الروح" بنفسها أيضًا وكذلك روايتها "لقد قتلت أمي" في عام 2013، وباعت كتبها أكثر من 10 آلاف نسخة. تُعد روايتها هذه "ندبات" أول رواية تُنشر لها من قبل دار نشر، وقد صدرت في أغسطس 2019.


أما رواية "آزوري"، فهي عن فتى على وشك أن يتم عامه الثالث عشر، مات أبوه وأمه محترقين قبل 3 أعوام، ولم يجد غير الشارع ليسكنه وينشأ بين أطفال الشوارع والعصابات في جنوب أفريقيا. يحكي لنا الفتى الأحداث على لسانه أيضًا؛ فنرى بعينيه كل ما يعانيه من إساءات البشر له من حوله من كل الطبقات وكيف يحاول أن يتعايش معها ويقاومها، على سبيل المثال كيف يحاول طفل في عمره أن يعتمد على نفسه ويكسب قوت يومه فيضطر لفعل أي شيء مقابل ذلك. وندرك من خلال قصته المأساوية إلى أي مدى قد تصل بشاعة المجتمع الذي يعيش فيه الذي يغلب عليه الفوضى والانحدار، وإلى أي مدى قد يصل التشابه بين مجتمعاتنا ومجتمع ذلك الطفل الصغير.



ولد "ك. سيلو دويكر" في جنوب أفريقيا عام 1974، تلقى تعليمه في ذروة الفصل العنصري بجنوب أفريقيا. تم إرساله إلى مدرسة ابتدائية كاثوليكية خارج البلاد ثم أكمل تعليمه بمدرسة "ريدهيل" بجوهانسبرج. سافر بعد ذلك إلى إنجلترا للالتحاق بمدرسة "هنتنجتون". عاد إلى جنوب أفريقيا حيث التحق بالجامعة لدراسة كتابة النصوص الإعلانية. ثم درس الصحافة في جامعة "رودس" في جنوب أفريقيا. والتحق لفترة وجيزة بجامعة "كيب تاون" وتم طرده من الجامعة. أدمن المخدرات فخضع للعلاج بمستشفى للأمراض النفسية. وبعد خروجه، بدأ في كتابة السيناريو والإعلانات وكانت أولى رواياته هذه "آزوري" التي نُشرت بعنوان "13 سنتًا" وحازت على جائزة "الكومنويلث" عن العمل الأدبي الأول فرع أفريقيا 2001. ثم رواية "العنف الهادئ للأحلام". وبعدها أصيب بانهيار عصبي، مما دفعه للانتحار شنقًا في يناير عام 2005.


بينما تدور رواية "أحلام سعيدة يا صغيري" عن طفل يرى العالم بنظرة واحدة لا تتغير حتى يصير شابًا، ثم رجلًا ناضجًا. رواية شخصية، ألقى المؤلف فيها بأجزاء من حياته ودمجها مع حياة بطلها الصغير الذي يحمل اسمه أيضًا "ماسيمو". ويبدأها بجنازة تذكره بأمه وبحياته السابقة. ماتت أمه وهو صغير، وتركته مع والده.. الاثنان في مواجهة عالم جديد يحاولان فهمه والتعايش معه. والده الكتوم الذي لا يفصح عن مشاعره والذي يخفي عنه سرًا ربما يغير حياته كلها تمامًا، وهو الطفل الصغير الذي يفتقد أمه وحنانها، فيحلم بالمربية الجديدة التي ستحتضنه وتحكي له القصص قبل أن ينام، لكنها لم تفعل. عاملته بجفاء، فكانت تلك هي الصدمة الثانية بعد صدمة وفاة أمه. ينزوي "ماسيمو" إلى عالم بناه لنفسه، عالم ما زالت أمه فيه على قيد الحياة، ويعامله أبوه فيه بحنان ويبتسم له. وهكذا، بين ماضيه وحاضره، ينتقل بنا المؤلف بين "ماسيمو" الطفل الذي ينمو وتتغير شخصيته، و"ماسيمو" الشاب الذي يبحث في كل امرأة يقابلها عن أمه.


وُلد ماسيمو جارميلليني في "تورين" في عام 1960. ماتت والدته وهو في التاسعة من عمره، حيث انتحرت بسبب إصابتها بالمرض والاكتئاب. لكن أخبره والده بأنها ماتت بسبب أزمة قلبية، وهو ما أثر فيه كثيرًا طوال حياته. واكتشف الحقيقة بعد موتها بأكثر من 20 سنة. عمل بالصحافة، ونشرت له العديد من المؤلفات التي تناقش المجتمع والسياسة الإيطالية. كتب كذلك عن فريق كرة القدم المفضل لديه "تورينو إف سي". نُشرت أول رواية له عام 2010 تحت عنوان "آخر سطور الأسطورة" وبيع منها 250000 نسخة في إيطاليا وتُرجمت لعدة لغات. وصدرت هذه الرواية "أحلام سعيدة يا صغيري" عام 2012، والتي كانت أكثر الروايات مبيعًا في ذلك العام؛ حيث بيع منها أكثر من مليون نسخة.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:

إعلان أسفل المقال